الإسلام
تعريف الإسلام
الإسلام هو التسليم والخضوع لله الخالق بجميع أمور الحياة, وهو دين سماوي توحيدي، ويُعد الأسرع انتشارًا بين جميع الأديان والإيديولوجيات في العالم. يُقدر عدد الذين يعتنقون الإسلام سنويًا في الولايات المتحدة بحوالي 25,000 شخص، وفي المملكة المتحدة حوالي 6,000، وفي فرنسا حوالي 4,000، وفي ألمانيا حوالي 2,000 شخص. معظم هؤلاء ينتمون إلى الطبقة المتعلمة والمثقفة.
يُعرّف الإسلام بأنه الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، وهو دين السلام والرحمة. يُعتبر القرآن الكريم كلام الله المقدس عند المسلمين، ويُعد النبي محمد, صلى الله عليه وسلم, خاتم الأنبياء والمرسلين، ولا يوجد نبي بعده, ولكن الإسلام يوقر ويجترم جميع الأنبياء، ويؤمن المسلمون بيوم القيامة والجنة والنار، وكذلك بوجود الملائكة والجن في عوالم أخرى.
كما يؤمن المسلمون بأن هذه الحياة هي مجرد امتحان، ويؤمنون بيوم الحساب حيث سيُحاكم جميع الناس والجن. فمن كان منهم مسلمًا وعمل صالحًا دخل الجنة، ومن كان كافرًا أو كان مسلمًا ولكن أعماله السيئة أكثر من حسناته دخل النار.
تاريخ الإسلام
أول إنسان آمن بوجود إله واحد هو أبو البشر آدم, عليه السلام، الذي يُعد في الإسلام أول نبي مسلم. ومن بعده أرسل رب العالمين العديد من الأنبياء، منهم نوح وإبراهيم وموسى وداوود وعيسى وغيرهم, عليهم السلام. كانوا جميعًا وكذلك أتباعهم مسلمين، لديهم عقيدة واحدة وإن اختلفت شرائعهم حسب البيئة والزمان والمكان الذين عاشوا فيه. كان كل ذلك تمهيدًا لمجيء الشريعة العالمية الموحدة التي تتلاءم مع كل زمان ومكان حتى قيام الساعة.
هذا هو الإسلام بشريعته الحديثة التي نعرفها الآن، والتي ظهرت في القرن السابع الميلادي في شبه الجزيرة العربية، عندما نزل الوحي على النبي محمد, صلى الله عليه وسلم. انتشرت هذه الشريعة بسرعة في جميع أنحاء الجزيرة العربية، ثم توسعت لتشمل مناطق واسعة من آسيا وأفريقيا وأوروبا.
براهين الإسلام
البراهين على صحة الإسلام تشمل الأدلة العقلية والنقلية.
من الأدلة العقلية:
التوحيد: مفهوم التوحيد في الإسلام يتوافق مع الفطرة الإنسانية والعقل السليم.
الإعجاز العلمي في القرآن: يحتوي القرآن على إشارات علمية لم تكن معروفة في زمن نزوله، مما يدل على مصدره الإلهي.
وجود تنبؤات بالعهد القديم والعهد الجديد عن بعثة النبي محمد, عليه الصلاة والسلام.
أما الأدلة النقلية فتشمل:
القرآن الكريم: يُعتبر القرآن معجزة لغوية وعلمية، وهو محفوظ من التحريف.
السنة النبوية: الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح وتفسر القرآن وتقدم نموذجًا عمليًا لتطبيقه.
شبهات حول الإسلام
تثار العديد من الشبهات حول الإسلام، منها:
شبهة انتشار الإسلام بالسيف:
يرد العلماء بأن الإسلام انتشر بالدعوة السلمية وأن الحروب في الإسلام كانت فقط بالأماكن التي منع فيها الدعوة الى دين الله عز وجل.
شبهة حقوق المرأة:
يوضح العلماء أن الإسلام كرم المرأة ومنحها حقوقًا لم تكن موجودة في المجتمعات الأخرى, كما إن الإسلام يسعى على الحفاظ على الأسرى التي تمثل خلية المجتمع.
شبهة الإرهاب:
يبين العلماء أن الإسلام دين السلام وأن النصوص التي تتحدث عن القتال لا تتكلم عن إرهاب الناس, بل العكس صحيح, حيث أنه لا يجوز شرعا إرهاب وإخافة الناس الأبرياء أو إذاءهم.
النبي محمد ﷺ
هو خاتم جميع الأنبياء والمرسلين (أي آخرهم) وقد أرسل الله معه الشريعة الإسلامية إلى جميع الشعوب، وهي باقية إلى يوم القيامة.
اسمه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي ﷺ وله أسماء أخرى مثل أحمد، الصادق الأمين، المصطفى وغيرها.
وُلد يوم الإثنين 12 ربيع الأول، في عام الفيل الموافق 21 نيسان (أبريل) 571 ميلادي في مكة المكرمة، وتوفي يوم الإثنين 2 ربيع الأول 11 هجري الموافق نيسان (أبريل) 632 ميلادي في المدينة المنورة.
بشر بالنبي محمد ﷺ كل نبي جاء قبله، عليهم السلام، وما زال ذكره موجودًا في التوراة والزبور والإنجيل وغيرها من الكتب التي بين أيدي اليهود والنصارى.
أكبر معجزة جاء بها النبي محمد ﷺ هي القرآن الكريم، الذي يثبت صدق نبوته، حيث ما زلنا نكتشف فيه معجزات إلى يومنا هذا.
بعثته جاءت لتكمل الرسالة الربانية ولتوحيد كلمة الناس تحت راية التوحيد، وتحريرهم من قيود الجهل والظلم والعبودية. وهو نور الهدى للبشرية جمعاء. قد نزل الوحي عليه ليكون حجةً على الناس، وداعيًا إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. إن في سيرته العطرة دروسًا وعبرًا تضيء الطريق للسالكين. كان مثالًا في الخلق العظيم، ورمزًا للتسامح والعدل والإحسان، فلم يكن فقط قائدًا، بل كان أبًا رحيمًا وزوجًا محبًا وصديقًا مخلصًا. لقد أثر في قلوب الناس بعلمه، وطيب كلامه، وحكمته، وأثبت للعالم أجمع أن رسالة الإسلام هي رسالة سلام وعدل ومساواة.
هذا كله يجعله ﷺ أفضل شخصية مرت عبر التاريخ حسب آراء وكلام الكثير من غير المسلمين.
عام الفيل
ولادة النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، كانت مليئة بالمعجزات. وُلِد في عام الفيل، الذي سُمِّيَ بهذا الاسم لأن أبرهة الأشرم، ملك اليمن، أراد هدم الكعبة في مكة، والتي كان يحج إليها العرب، لكي يجبرهم على التوجه للحج إلى الكنيسة التي بناها في اليمن. فأخذ معه جيشًا كبيرًا لحماية مسيرته، وجلب معه أيضًا فيلًا ضخمًا لهدم الكعبة. وعند الوصول إلى الكعبة، رفض الفيل الاقتراب من الكعبة. فكانوا يوجهونه بكل الاتجاهات فيستجيب، ولكنه كان يرفض الاقتراب من الكعبة. وعندما بدأ الجيش بإجبار الفيل على هدم الكعبة، جلس الفيل على الأرض بدون حراك. وهنا جاءت طيور غريبة من جهة البحر، تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة ملتهبة. وبدأت الطيور برمي جيش أبرهة بتلك الحجارة، فمات من الجيش من لم يستطع الهرب.
قد نرى هذه القصة غير واقعية وغير منطقية لأننا لم نشاهد هذه الطيور ولم نرَ حتى آثارها، ولكن في الحقيقة، لما كنا لنؤمن بوجود الديناصورات لولا العثور على بقايا عظامها. وهذا دليل على إمكانية وجود كائنات لم نسمع عنها أو نرَها مهما كانت غريبة، فأشكال وحجم الديناصورات أكثر من غريب.
من الشبهات التي تثار حول هذه القصة وجود نقوش لأبرهة على صخرة تعود إلى ما قبل 13 سنة من حادثة الفيل تشير إلى رجوعه من أرض العرب منتصرًا، فيزعم أصحاب هذه الشبهة أن هذه النقوش تثبت أنه لم يذهب لهدم الكعبة، ولكن في الحقيقة، هذا يثبت فقط أنه قد غزا أرض العرب سابقًا ورجع منتصرًا. وهذا دليل على أنه كان قادرًا أن يذهب مرة أخرى شمالًا وبكل ثقة لهدم الكعبة.
كذلك، هناك شبهة حول الفيل؛ حيث يتساءل أصحاب هذه الشبهة كيف لفيل أن يسير في الصحراء مثل الجمل بدون أكل، والغريب أنهم لا يضعون مثل هذه الشبهات حول جيوش الفرس التي كان فيها عشرات الفيلة وكانت تغزو في الصحاري. فمن المعروف أن الجيوش كانت تحضر أكلًا خاصًا للفيلة كي يكفيها لمدة شهور.
الدليل القاطع على أن أبرهة أخذ فيلًا معه لهدم الكعبة وأن الطيور الأبابيل هاجمته هو وجيشه هو وجود سورة في القرآن الكريم تتكلم عن هذه الواقعة في الوقت الذي كان معظم من رأوا تلك الواقعة ما زالوا على قيد الحياة. فلو أن هذه الحادثة لم تقع، لكانت هذه السورة دليلاً على كذب النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، ولسمعنا بأن الكفار كذبوه بهذه الواقعة، حيث أنهم كذبوه بقصص الأولين (أي القصص التي حدثت قبل وجود آبائهم مثل قصص الأنبياء)، كما أن البعض منهم ادعى أنه شاعر أو مجنون، ولكن لم يكذبه أحد بقصة الطيور الأبابيل، لأن الذين رأوا طيور الأبابيل والذين كانوا واقفين على الجبل وشاهدوا الفيل وجيش أبرهة، كانوا ما زالوا على قيد الحياة وقت نزول سورة الفيل.