Al-Sirat

البداية
……………….

هل ترغب حقًا في السير على الصراط المستقيم؟

إذا كنت غير مستعد لتغيير معتقداتك أو ترفض فتح عينيك للحقيقة، فإن هذه الصفحة ليست لك. نحن هنا نمنح عقولنا الحرية للبحث عن الحقيقة واكتشافها، دون إجبارها على قبول أي نظرية أو أيديولوجية كحقيقة مطلقة بدون أدلة قاطعة.

إن أكبر خطأ يمكن أن يرتكبه الإنسان هو الاعتقاد بأنه على حق بشكل مطلق، ثم اختراع أدلة شبه منطقية لتأكيد صحة معتقداته. علينا أن نتذكر دائمًا بأننا معرضون للموت في أي لحظة، ولم يرجع أحد من الموت ليخبرنا ما حصل معه، وهذا يجعلنا ملزمين بإيجاد الحقيقة قبل فوات الأوان. لذلك، يجب على الإنسان أن يسعى دائمًا للبحث عن الأدلة التي تكشف الحقيقة، ثم اتباع المعتقد الصحيح أينما كان.

فقط من خلال القراءة والتعلم، والتفاعل مع الأفكار المتنوعة، يمكن للإنسان اكتشاف الحقيقة. إن الشجاعة الحقيقية تكمن في مواجهة الأفكار الجديدة بمرونة، وتقبل الحقائق حتى وإن كانت تخالف معتقداتنا السابقة. هذه الرحلة البحثية هي أفضل ما يمكن أن يقوم به الإنسان في أي زمان وأي مكان، لأنها تفتح أمامنا أبواب الفهم العميق والمعرفة الواسعة.

وعلاوة على ذلك، يجب علينا التحلي بالصبر والتفكير النقدي عند تقييم الأدلة والمعلومات. إن الوصول إلى الحقيقة ليس بالأمر المستحيل، فصعوبته تكمن فقط في التخلي عن العادات والأفكار الخاطئة والابتعاد عن العناد والتكبر، وهذا يمكن أن يغير حياتنا للأفضل ويفتح آفاقًا جديدة للوعي والفهم.

بهذا النهج، يمكننا بناء قاعدة صلبة من المعرفة والحقائق، تسمح لنا بالنمو والتطور كشخصيات واعية ومسؤولة تجاه أنفسنا وتجاه المجتمع الذي نعيش فيه.

العقل

تعريف العقل
العقل عبارة عن مجموعة من القدرات المرتبطة بالإدراك، والتفكير، والذاكرة، والتقييم، والتصور. كما أنه يؤثر على الرغبات، والدوافع، والعواطف، والمشاعر، ويمكن أن يتأثر بها عند اتخاذ القرارات والنظر في الخيارات. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي العقل وظيفة التحكم في الأفعال اللاإرادية.
يتيح العقل للكائن الحي أن يدرك نفسه والعالم من حوله، ويمنحه القدرة على التفكير النقدي، والتحليل المنطقي، والتخيل. كما أنه يقوم بتخزين واسترجاع المعلومات والخبرات، ويستخدم اللغة للتواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر.

كيفية عمل العقل
يسجل العقل جميع المعلومات التي يتلقاها عن طريق الحواس: البصر والسمع واللمس والشم والتذوق. عندما تتكرر المعلومة، يصنفها العقل على أنها عادية أو طبيعية. فإذا جاءت معلومة تناقض ما تعلمه سابقاً، فإن العقل يتفاعل معها بإحدى الطريقتين: إما أن يضيفها كاحتمال جديد، أو يرفضها معتبراً إياها غريبة أو حتى خارقة للطبيعة. ويعتمد ذلك على عدد مرات تكرار المعلومات التي سبق للعقل أن صنفها على أنها عادية أو طبيعية، وعلى الوقت الذي انقضى قبل ظهور المعلومات غير الطبيعية.
إذا كان الشخص قد رأى سيارات الأجرة فقط الصفراء منذ الطفولة، فسوف يتفاجأ برؤية سيارات الأجرة ذات لون مختلف في بلد آخر. ومع ذلك، سيضيف إلى معرفته أن سيارات الأجرة يمكن أن تكون بألوان مختلفة، ولن يعتبر ذلك معجزة، لأنه سيفهم أن هذا يرجع فقط إلى لون الطلاء، وهو أمر طبيعي تماما.
أما اذا رأى إنساناً يمشي على الماء أو يطير في الهواء فإن العقل يرى ذلك سحراً أو معجزة، لأنه يتجاوز قوانين الطبيعة المعروفة. ومع ذلك، لا يزال الأمر منطقيًا نظرًا لأن الطيور أيضاً تطير والسفن تطفو.
العقل يرفض إمكانية وجود شيء مادي في مكانين في نفس الوقت, ولا يقبل أن يكون الطفل في العاشرة أكبر عمراً من شخص في العشرين من العمر، لأن هذه الأمور تتعارض مع قوانين الطبيعة والفيزياء في عالمنا, ولكن يمكن للعقل ان يراه منطقيا فقط اذا كان ذلك في عالم غير عالمنا مع قوانين طبيعية وفيزيائية غير قوانيننا.

مميزات عقل الانسان
يتميز عقل الإنسان عن عقل الحيوان بقدرته على تطوير الأشياء التي يراها من آلات وأفكار وأساليب. ولكن أهم ميزة هي تفريق الحق عن الباطل. ومع ذلك، تتدخل العواطف والمشاعر والعناد والتكبر في معظم الحالات، مما يضع غشاوة على العقل كي لا يرى الحق حقاً، ويتخذ الشهوات الباطلة ويجعلها حقاً.
لذلك، لدراسة أي معتقد، يجب على العقل أن يتعرف على المعتقد وتاريخه، ويدرس براهينه، ويبحث عن أجوبة للمتشابهات حوله، وفي النهاية يقرر إذا كان هذا المعتقد حقاً أو باطلاً بعيداً عن الشهوات والعواطف.

دور العقل في الابتكار والاختراع
عقل الإنسان يخزن المعلومات ولا يخترعها، أي أنه لا يستطيع أن يصنع معلومة جديدة. كما أنه يحفظ طريقة ربط المعلومات مع بعضها البعض ولا يخترعها، أي أنه لا يستطيع أن يصنع طرقًا جديدة لربط المعلومات.
من خلال حفظ الكثير من المعلومات (مثل القصائد والنصوص)، يستطيع العقل أن ينمي قوة الذاكرة. وعن طريق دراسة طرق كثيرة لربط المعلومات (مثل الرياضيات والفيزياء)، يستطيع العقل أن ينمي قوة الذكاء.
عند ربط معلومات معينة، يمكن أن يظهر الابتكار والاختراع. هذا يعني أن جميع الابتكارات والاختراعات جاءت من أشخاص ربطوا معلومات معينة ببعضها البعض باستخدام طرق كانت معروفة، وكان هذا بفضل معلومات كانت موجودة ولكن لم يستخدمها أحد من قبلهم.

الحقيقة

الحقيقة هي ما يتوافق مع واقع الأشياء دون تحريف أو تزييف.

الحقيقة المطلقة هي الحقيقة التي لا تتغير بتغير ظروف الزمان والمكان.
على سبيل المثال، إذا قلنا إن مساحة أوكرانيا (≈603,000 كم²) أكبر من مساحة ألمانيا (≈357,000 كم²)، فهذه حقيقة، لكنها ليست حقيقة مطلقة، لأن هناك فترات تاريخية كانت فيها ألمانيا أكبر من أوكرانيا.
الحقيقة المطلقة، على سبيل المثال، هي أن للمربع أربع زوايا، وأن الإنسان يحتاج إلى الهواء والماء والغذاء ليعيش على هذه الأرض.

الحقيقة النسبية هي الحقيقة الناقصة التي تتكون داخل الإنسان وتختلف من شخص لآخر، أي هي ما يراه الإنسان أو يعتقده بناءً على المعلومات المتوفرة لديه.
على سبيل المثال، الطفل الذي لا يعرف أن للمربع أربع زوايا، أو الشخص الذي لا يعرف شيئًا عن مساحة أوكرانيا أو ألمانيا، قد يعتبروا هذه الحقائق نسبية، أي أنها تختلف من شخص لآخر، ولن يصدقوا الحقيقة حتى يتعلموا.

إذا تعرضت سيارة لحادث مروري وتضررت إلى الحد الذي لم يعد يمكن معه معرفة ماركتها، يمكن لكل شخص تقدير نوعها بناءً على الأدلة السطحية المتاحة له. في هذه الحالة، كل شخص لديه حقيقة نسبية. لكن عندما يأتي الخبير ويعتمد على الأدلة الدقيقة التي يراها، سيحدد نوع السيارة، وتكون تلك هي الحقيقة. لكن الجميع كانوا يبحثون عن ماركة السيارة، لأنهم كانوا يعلمون يقينًا أن لهذه السيارة شركة مصنعة. الحقيقة المطلقة هنا هي: وجود الصانع.

باختصار، لا يستطيع أي إنسان أن يبتعد عن الحقيقة النسبية الموجودة داخله ويصل الى الحقيقة الصحيحة أو الحقيقة المطلقة إلا إذا قام بدراسة مختلف المعلومات وقام بالمقارنة فيما بينها.

Scroll to Top